مصر أصبحت عاصمة تاريخ البشرية.. المتحف المصري الكبير سيصبح الوجهة الأولى في العالم خلال عشر سنوات.. هكذا صرح الملك «فيليب» ملك إسبانيا على هامش مشاركته في افتتاح المتحف الكبير، وهو ما يلخص بعبقرية قيمة هذا الحدث السياحي والأثري الكبير الذي لن يتكرر في الزمن المنظور.
وما دمنا ما زلنا في ظل أجواء هذا الحدث التاريخي الفذ، هناك مجموعة من المشاهد يجب الإشارة إليها لأنها ترصد بدقة «دعاية باذخة» للسياحة المصرية لو أنفقنا عشرات الملايين من الدولارات لما وصلنا إلى تلك النتيجة المذهلة.
وأخص بهذه المشاهد خمسة، أبدأها بالتغطية الإعلامية المميزة للحدث التاريخي، فقد نشرت الصحف والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية الكبرى، في كافة أنحاء العالم قبيل وأثناء وعقب حفل الافتتاح حوالي 705 مادة إعلامية متنوعة توزعت على 215 وسيلة إعلامية حسب النطاق الجغرافي التي تمثلها، إذ نشر الإعلام الأوروبي 254 مادة بنسبة (36%)، والإعلام الأمريكي 63 مادة (9%)، و44 مادة نشرتها وسائل إعلام دول الجوار”تركيا، وإيران، وغيرهما” (6%)، و132 مادة نشرها الإعلام الأسيوي – خاصًة الياباني- (19%)، و18 مادة نشرها الإعلام الأفريقي (3%)، و194 مادة نشرها الإعلام العربي ( 28%).
فيما قام بتغطية الحدث التاريخي نحو 450 مراسلًا من أنحاء العالم، بينما كانت نسبة المشاهدة للحدث في كافة الوسائل الإعلامية وعلى منصات الـ «سوشيال ميديا» حوالي مليار مشاهدة.
وحملت عناوين التغطيات للحدث عناوين بارزة مثل: المتحف المصري الكبير يضع مصر في قلب خريطة السياحة العالمية- المتحف المصري الكبيرأعظم مشروع أثري في التاريخ الحديث- القاهرة تضيء العالم من أمام الأهرامات بافتتاح المتحف الكبير- مصر تجمع الماضي والمستقبل في تحفة معمارية تبهر الزوار.
أما المشهد الثاني، فهو يرتبط بملك إسبانيا الذي طاف بالمتحف بعد انتهاء مراسم حفل الافتتاح بسعادة بالغة، ووقف أمام الملك الذهبي «توت عنخ أمون» مبديًا إعجابه الشديد وانبهاره بـ «القناع الذهبي» للملك «توت»، والذي وقف أمامه طويلًا.
وحين سُئل ملك إسبانيا عن عدم حضور زوجته الملكة “ليتيزيا” لحفل الافتتاح، أشار إلى أنها “لم تستطع الحضور هذه المرة لكنها عاشقة لمصر، وسنأتي مرة أخرى لنشاهد المتحف بكل التفاصيل”.
يذكر أن ملك وملكة إسبانيا قد زارا مصر في شهر سبتمبر الماضي، حيث قاما بجولة في وادي الملوك، وتفقدا مشروع تحسين وتجديد المواقع الأثرية في الأقصر والجيزة، والذي يتضمن تطوير السياحة في منطقة المقابر الجنائزية.
أما المشهد الثالث، فيرتبط بالملكة “ماري دونالدسون” ملكة الدانمرك، والتي خطفت الأنظار بعد أن انتشرت صور فوتوغرافية لها بين أروقة المتحف المصري الكبير وسفح أهرامات الجيزة، في مشهد أثار إعجاب المتابعين حول العالم، حيث نشر حساب الملكة على منصة “إنستجرام”، وكذلك الديوان الملكي الدنماركي عبر موقعه الرسمي ومنصاته المختلفة، وأيضًا على الموقع الرسمي للسفارة الدانمركية في القاهرة، صورًا عديدةً توثّق جولتها ووقوفها أمام الأهرامات، مستمعةً إلى شرح حول تاريخ المعالم الفرعونية وإرث الحضارة المصرية القديمة، إلى جانب تأملها تفاصيل المعروضات داخل المتحف المصري الكبير، لا سيما أمام قناع “توت عنخ آمون”، حيث بدت منبهرة بعظمة المعروضات. وقد حظيت صور الملكة بآلاف الإعجابات على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ما دفع بهاشتاج (#ملكة_الدنمارك) إلى تبوأ الأكثر تداولاً في مصر في اليوم التالي لحفل الافتتاح.
فيما يتلخص المشهد الرابع، في تلك الزيارة التي قام بها الملك “فيليب” ملك بلجيكا في اليوم السابق لحفل الافتتاح، إذ قام بزيارة سريعة إلى منطقتي سقارة وأبوصير الأثريتين، بمرافقة السفير البلجيكي في مصر “بارت دى جروف”، وذلك للتعرف عن قرب على بعض من أهم المعالم الأثرية الفريدة التي تزخر بها مصر.
وقد زار الملك مقبرتي “ميريروكا” و”قاجمني” بجبانة سقارة الأثرية، وأبدى إعجابه الشديد بالنقوش الملوّنة المحفوظة بحالة رائعة والتي تُجسّد تفاصيل الحياة اليومية والعادات والتقاليد للمصري القديم، مؤكّدًا إعجابه بما تعكسه من حرفية فنية رفيعة ودقة توثيقية تميز بها الفن المصري القديم
وعقب ذلك، توجه الملك إلى منطقة أبوصير الأثرية لزيارة أهرامات ملوك الأسرة الخامسة المعروفة بـ “أهرامات ملوك الشمس”، حيث استمع إلى شرح مفصل حول فلسفة بناء هذه الأهرامات، وأبرز الاكتشافات الأثرية الحديثة بالمنطقة وفي مقدمتها الكشف – لأول مرة- عن سلسلة من المخازن داخل هرم الملك “ساحورع”، ما يساهم في كشف أهم ملامح الهندسة المعمارية الجنائزية لهذا الملك. وقد أكد ملك بلجيكا على أن هذه الزيارة عمّقت ارتباطه بالحضارة المصرية، كما أبدى سعادته البالغة بتجربته، ووعد بـزيارة أخرى إلى مصر قريبًا.
أما المشهد الخامس (والأخير)، فيتمثل في تلك الصور الرائعة التي تم التقاطها لكل من: رئيس وزراء هولندا “ديك شوف” وزوجته، ورئيس وزراء بلجيكا “بارت دي ويفر” وزوجته.. وهم يرتدون الزي الرياضي ويمارسون رياضة الجري على ممشى أهل مصر بكورنيش نيل القاهرة في مشهد بديع، حيث كان الجميع في سعادة غامرة مما يعكس كم الأمن والأمان الكبيرين بمصر.
وأخيرًا.. ندعو شعبنا العظيم بشكل عام، ومؤسسات الدولة بشكل خاص، إلى استغلال هذه المشاهد المضيئة في سبيل تحقيق الاستفادة القصوى من قطاع السياحة والضيافة لخدمة الاقتصاد الوطني، إذ أن الاستغلال الأمثل لهذا القطاع كفيل بتغيير شكل الحياة في مصر على كافة الأصعدة.
(حمدي عز الدين «رائد أعمال، الرئيس التنفيذي لـ دار العز للضيافة»).
اقرأ أيضاًالمتحف المصري الكبير.. الأول في الشرق الأوسط صديق للبيئة وربع طاقته من الشمس
مصر تتحدث عن نفسها.. طبيب بلندن يكشف تفاصيل رسالة لمجدي يعقوب بعد افتتاح المتحف

