Site icon سات لينك موقع الفضائيات الاول

الفرعون المصري جاهز للاحتفال – الأسبوع

د. مروى عادل

في الأيام الأخيرة، امتلأت صفحات السوشيال ميديا بصور المصريين مرتدين ملابس فرعونية احتفالاً بافتتاح المتحف المصري الكبير.

وفي ليلة الحنة -اقصد ليلة الافتتاح- و الأيام، التي تسبقها امتلأت الشوارع المحيطة بالمتحف بالمحتفلين من كل الطوائف يلتقطون الصور و سطعت السماء بأجدادنا و بالألعاب النارية.

والحقيقة أن المصريين شعب لا يقهر و لا يمكن دراسته في علم الاجتماع، شعب “ميِتغلبش” مهما حاولت الدنيا تعكِّر مزاجه.

يضحك و هو مهموم و يحتفل و هو مديون و يصنع من الأزمة نكتة و من المشكلة كوميك.

وما عليك إلا أن “تنكشه” فتحصل منه على أعلى “ايفيهات” تغلب أكبر كوميديان.

شعب “احتفالي بطبعه” فهو الوحيد “اللي يعمل من الفسيخ شربات” و من افتتاح متحف عالمي مهرجان شعبي فيه المزيكا، والضحك، والسيلفي، و صور المصريين القدامى بالذكاء الاصطناعي، الذي سوف يعلن افلاسه قريباً بسببنا.

الاحتفال بافتتاح المتحف أظهر المصري الحقيقي في أجمل صوره: بسيط، عفوي، و “بيفرح بأي حاجة”.

هو لا يطلب يخت ولا رحلة الى المالديف و لكنه يكتفي بصورة بجوار تمثال لفرعون لا يعرف حتى اسمه، فالضحك عند المصريين ليس رفاهية بل وسيلة للبقاء.

وكان الجميع يتساءلون عن موعد بداية الاحتفال و القنوات الناقلة له للمكوث أمام شاشة التلفاز لكي يبدأوا فقرة السخرية و التنمر على الإخراج و الملابس و الاستعراض و الموسيقى و التصوير “عادته ولا هيشتريها” و لكن الإحساس الغالب كان السعادة و الفخر بالإنجاز و الابهار.

ولم ينسى الاحتفال أن يذكر آثارنا المنهوبة و مسلاتنا التي تزين أرجاء العالم و لسان حالهم يردد “هاتوا الفلوس اللي عليكم” و شعبنا الذكي بالفطرة” لقطها و هي طايرة” و أخذ يرددها على صفحات التواصل الاجتماعي.

تحية للمصريين على قدرتهم الخارقة على تحويل أي حدث إلى طاقة أمل و كل مناسبة إلى فرحة عارمة و كأنهم يتحدون الواقع ويقولون للعالم: “إحنا لسه عايشين، ولسه بنفرح”.

اقرأ أيضاًالملكة رانيا: افتتاح المتحف المصري الكبير يجسد حاضر مصر وتاريخها العريق

افتتاح المتحف المصري الكبير.. رسائل مصر الحضارية إلى العالم

رئيس جامعة قنا: المتحف المصري الكبير إنجاز حضاري وإنساني يعكس ريادة مصر الثقافية والتاريخية

Exit mobile version