أظهرت البيانات الأخيرة التي نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تراجعًا ملحوظًا في عدد المواليد في مصر لعام 2024، حيث بلغت الأرقام 1.9 مليون مولود، مقارنة بـ 2.044 مليون مولود في العام السابق، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 3.7%. كما انخفض معدل الولادات من 19.4 لكل ألف نسمة في عام 2023 إلى 18.5 في العام الحالي، بمعدل تراجع مقداره 0.9 في الألف.
توزيع شهري للمواليد
تشير الإحصاءات إلى أن شهر يوليو قد سجل أعلى معدلات الولادة، حيث بلغ عدد المواليد فيه 188.6 ألف مولود. وجاء شهر يناير في المرتبة الثانية بعدد 177 ألف مولود، تلاه أغسطس بـ 174.7 ألف مولود، وأكتوبر بـ 172.655 ألف، بينما جاء سبتمبر بعدد 172.617 ألف مولود. في المقابل، سجل شهر مارس 164.2 ألف مولود، بينما كانت الأرقام في شهري ديسمبر ويونيو 159.4 ألف و154.4 ألف على التوالي. وتبرز الأرقام تباينًا شهريًا في معدلات الولادة على مدار السنة.
وعلى صعيد الأشهر الأقل نشاطًا من حيث الولادات، سجل شهر أبريل أدنى عدد بواقع 147.7 ألف مولود، يليه مايو بـ 149.4 ألف مولود، ثم جاء يونيو برقم 154.4 ألف، مما يعكس اختلافات ملحوظة في نسب المواليد شهريًا.
التوزيع الجغرافي للمواليد
من الناحية الجغرافية، تصدرت محافظة الجيزة قائمة المحافظات من حيث عدد المواليد، حيث بلغ العدد 183.9 ألف مولود، تلتها القاهرة بـ 172.2 ألف مولود. بينما جاءت محافظة المنيا في المرتبة الثالثة بـ 144 ألف مولود، تليها سوهاج بـ 138 ألف، والشرقية بـ 136.2 ألف مولود. هذا التوزيع يشير إلى وجود تركيز سكاني معين يتطلب مزيدًا من الدراسة والتحليل.
يعد هذا الانخفاض في عدد المواليد مؤشرًا على التغيرات الديموغرافية التي تمر بها مصر، ويسلط الضوء على أهمية السيطرة على الزيادة السكانية بما يتماشى مع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية. الخبراء يتفقون أن هذا التراجع يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل، بدءًا من التحولات الاقتصادية وصولًا إلى السياسات الصحية والتنموية التي تسهم في دفع الأسر نحو اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن الإنجاب.
إن الوضع الحالي يثير التساؤلات حول تأثير هذه التغيرات على التركيبة السكانية للبلاد في المستقبل. فالانخفاض في معدلات المواليد قد يساهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والصحية بنجاح. ومع ظهور هذه الديناميكيات الجديدة، يتوجب على الحكومة والمجتمع البحث في السبل المناسبة للاستجابة لهذه التحولات، مما قد يسهم في تحسين جودة الحياة والسعادة في المجتمع المصري.