خمس دويلات في السودان – الأسبوع

اتضحت معالم خطة تقسيم السودان، وبدأت الخطوات العملية لتقسيم هذه الدولة العريقة إلى خمس دول بدلاً من ثلاث وفق الاتجاهات الأمريكية- الإسرائيلية، وبدلاً من السعي الأمريكي- الإسرائيلي في الماضي لتنفيذ المخطط دون إشراك دول إقليمية أو دولية أخرى إلا أن المخطط الذي يتم تنفيذه الآن على أرض الواقع يشارك فيه التحالف الاستعماري الجديد الذي يضم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ودولاً غربية أخرى، إضافة إلى مشاركة واسعة تضم بعضًا من دول الجوار مثل إثيوبيا وكينيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان ودول أخرى من خارج المنطقة، وكل هذه المجموعات تتحرك بالتوافق مع ميليشيا الدعم السريع من ناحية، ومجموعات سياسية سودانية مثل مجموعة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وعبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان، وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وياسر عرمان وإجمالاً كيان صمود وتحالف تأسيس.

وقد نجحت خطة التقسيم في حشد مئات الآلاف من قبائل العرب الرحل في دول الجوار السوداني، والذين انضموا إلى جيش التمرد بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي كما نجحت قوات التحالف الاستعماري في مد جيش التمرد بأسلحة حديثة، وقدرات استخبارية تتفوق على قدرات الجيش السوداني عشرات المرات.

كما تمكنت القوى الاستعمارية من تشكيل مراكز قيادة متعددة، ومتقدمة في دول الجوار تقوم بإطلاق الطائرات المسيرة وإدارة العمليات الميدانية والحصول على كافة المعلومات عبر الأقمار الصناعية التي تملكها دول التحالف الاستعماري، كما تقوم مراكز القيادة بعمليات اختراق استخباري موسع داخل المدن السودانية التي تقع تحت سيطرة الجيش، والتي كشفت الأجهزة الأمنية عددًا منها مؤخرًا حيث القت القبض على 45 عميلاً يرتدون أزياء عسكرية، ويحملون هويات مزورة خاصة بالجيش السوداني، ويعملون داخل الخرطوم في ستة مراكز علنية، وكل تلك العمليات يتم تمويلها بسخاء كبير من دول نفطية بالمنطقة.

وفي مفاجأة غير سارة للجيش والشعب السوداني غير المتمردين من أساليب قتالهم التي كان يعرفها الجيش، ويجهضها عندما كانت تتحرك مجموعات عسكرية كبيرة في عربات الدفع الرباعي المسلحة، وتهاجم المدن والوحدات العسكرية للجيش فبعد سقوط الفاشر آخر مدن دارفور لجأ المتمردون إلى استخدام مكثف للطائرات المسيرة، وهاجموا المدن الرئيسية التي تقع تحت سيطرة الجيش، وتدمير وحدات عسكرية ومحطات كهرباء ومياه في مدن الدلنج والأبيض وأم درمان وعطبرة وغيرها وهذه المدن تشكل خريطة السودان من الجنوب إلى الشمال.

واتضح أن مسيرات التمرد تتنوع بين انقضاضية انتحارية، وأخرى لديها قدرات عالية على التشويش والتصوير وتحديد الأهداف بدقة عالية، وكل هذا يتحرك نحو تقسيم السودان إلى خمس دويلات هي دارفور وكردفان والشرق والوسط والشمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى